من وصل الى السلطة لم يكن في ساحة الثورة والنضال بل كان متفرجا
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
يتناول البعض بالسخرية الاشارة الى من وصل للسلطة دون ان يشارك في الثورة مع ان هذا هو المسلك الرئيسي في اليمن منذ الثورة الاولى في بداية القرن العشرين حيث تنكر الامام يحي لكل رفاقه من الثوار بل ونكل بهم كما نكل ابنه برواد النضال الوطني بعد 48 بل ورفض الامام يحي التجديد الفقهي للاصلاحيين امثال الشوكاني والمقبلي وابن الامير والذين رفضوا نظرية الامامة وحصرها في البطنين ..
اما ثورة سبتمبر الام التي تعتبر بحق اهم ثورة في المنطقة العربية تنكر لها اليمين الجمهوري الذي صنع انقلاب 67 وسلم السلطة للقوى التقليدية من رموز القبيلة وحلفائهم من العسكر والجماعات اياها .. هؤلاء مع اصدقائهم من الخارج مارسوا العبث السياسي عام 77 للامساك بالسلطة بعيدا عن تشكل رموز وطنية حاولت اعادة بناء الدولة وفق نهج الثورة السبتمبرية ..
ومع ثمانينات القرن الماضي تحكمت القوى التقليدية بتعدد جماعاتها وتزايد تحالفها وضراوتها كما تجلت في حرب94 ومع اختلاف المصالح انقسمت الى تيارين خرج احدهما مهرولا نحو معارضة حزبية هشة لاتذهب اكثر من اصدار بيان يتيم في جلسة قات ومع ثورة الشباب والشعب اصطف هذا التيار مع الزخم الشعبي وفق مصالحه هو التي تكشفت سريعا في قبول المبادرة وهي لاتزال فكرة ثم التوقيع عليها بالمحاصصة مع من خرج الشعب بثورة ضده ..
باستمرار وخلال قرن كامل من يصل الى السلطة لم يكن في ساحة الثورة والنضال بل كان متفرجا يقفز نحو المسار الذي تتضح معالمه ومظاهره .. زد في ذلك انهم في السلطة يتنكرون للشعب والثوار وهو حصل مع الحكومات الراهنة التي ساهمت بشكل مباشر في مزيد من الازمات اقتصاديا وسياسيا وكان فشلها وضعف اوغياب انحيازها للشعب سببا رئيسيا في ظهور فاعلية القوى الاخرى كلاعب جديد في الساحة تضمخت قوته وتزايد حضوره بفشل الشرعية وضعفها …
اليمين الجمهوري كان ولايزال حتى اليوم سبب رئيسي في انتكاسة اي حركة سياسية اصلاحية او ثورية ..لكن ..للاسف له حلفائه من الخارج وله قدرة تنظيمية ومالية في استقطاب شباب وانصاف الثوار من الداخل ..
وهكذا كانت الدولة محل اختطاف مستمر والشعب يدفع الجبايات التي كانت نهج الامامة قبل62 واصبحت اليوم واقعا متجددا ومعاشا مع اعادة انتاج فكرها وايدولوجيتها ايضا وانتشارها في ممارسات جميع اطراف الصراع ..
ومن المفارقات ان الكثير ممن التحق بالسلطة من الانتهازيين والكائنات المتنططة تنكروا اخلاقيا وانسانيا لاصدقائهم حتى في ابسط الخدمات ..؟